وأنا أتصفح مدونتي الحمراء كما اعتدت دائما استوقفتني قصيدة الشاعر كامل الشناوي والتي أبدع صاحب المدونة في اختيارها وهذا طبعا لم يتم اعتباطا فقصيدة كهذه لها ثقلها الدلالي العميق الذي يتجاوز قدرات الفهم البسيط لأن من مميزات هذا النوع من القصائد ألفاظ مألوفة لكن معناها ممتنع لذلك يجب على القارئ أن يحذر الفهم البسيط لمثل هذه القصائد لأنها تؤدي معنى أرقى وأسمى مما يمكننا أن ندركه بعقولنا البسيط و وقد اخترت لكم أعزائي القراء قصيدة فلسفية ستكون ان شاء الله خير دليل على ما قلته وأتمنى أن تكون هذه القصيدة بوابة عريضة لمناقشة معناها وادراك فحواها
هبطت اليك من المحل الأرفع.....ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن مقلة كل عارف.....وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره اليك،وربما.....كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما ألفت فلما واصلت.....أنست مجاورة الخراب البلقع
وأظنها نسيت عهودا بالحمى.... ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى اذا اتصلت بهاء هبوطها....عن ميم مركزها،بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت....بين المعالم والطلول الخضع
تبكي اذا ذكت عهودا بالحمى....بمدامع تهمي ولم تقلع
وتظل ساجعة على الدمن التي...درست بتكرار الرياح الأربع
اذ عاقها الشرك الكثيف وصدها....قفص عن الأوج الفسيح المربع
حتى اذا قرب المسير الى الحمى....ودنا الرحيل الى الفضاء الأوسع
وغدت مفارقة لكل مخلف.........عنها حليف الترب،غير مشيع
سجعت،وقد كشف الغطاء فأبصرت..ما ليس يدرك بالعيون الهجع
وغدت تغرد فوق ذروة شاهق.....والعلم يرفع كل من لم يرفع
فلأي شيئ أهبطت من شامخ.....عال الى قعر الحضيض الأوضع؟
ان كان أهبطها الاله لحكمة.....طويت عن الفطين اللبيب الأروع
فهبوطها ان كان ضربة لازب...لتكون سامعة بما لم تسمع
وتعود عالمة بكل حقيقة.......في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها..حتى لقد غربت بغيرالمطلع
فكأنها برق تألق بالحمى.......ثم انطوى،فكأنه لم يلمع
تعريف بسيط بصاحب النص:
هو أبو علي الحسين ابن عبد الله ابن سينا ولد في في *أفنشة* قرب بخارى سنة 980م
درس العلوم العقلية وأصبح متخصصا في الطب والفلسفة والفلك وهو ابن العشرين سنة اشتغل بالتدريس والسياسةوتوفي سنة 1036م
هبطت اليك من المحل الأرفع.....ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن مقلة كل عارف.....وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره اليك،وربما.....كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما ألفت فلما واصلت.....أنست مجاورة الخراب البلقع
وأظنها نسيت عهودا بالحمى.... ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى اذا اتصلت بهاء هبوطها....عن ميم مركزها،بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت....بين المعالم والطلول الخضع
تبكي اذا ذكت عهودا بالحمى....بمدامع تهمي ولم تقلع
وتظل ساجعة على الدمن التي...درست بتكرار الرياح الأربع
اذ عاقها الشرك الكثيف وصدها....قفص عن الأوج الفسيح المربع
حتى اذا قرب المسير الى الحمى....ودنا الرحيل الى الفضاء الأوسع
وغدت مفارقة لكل مخلف.........عنها حليف الترب،غير مشيع
سجعت،وقد كشف الغطاء فأبصرت..ما ليس يدرك بالعيون الهجع
وغدت تغرد فوق ذروة شاهق.....والعلم يرفع كل من لم يرفع
فلأي شيئ أهبطت من شامخ.....عال الى قعر الحضيض الأوضع؟
ان كان أهبطها الاله لحكمة.....طويت عن الفطين اللبيب الأروع
فهبوطها ان كان ضربة لازب...لتكون سامعة بما لم تسمع
وتعود عالمة بكل حقيقة.......في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها..حتى لقد غربت بغيرالمطلع
فكأنها برق تألق بالحمى.......ثم انطوى،فكأنه لم يلمع
تعريف بسيط بصاحب النص:
هو أبو علي الحسين ابن عبد الله ابن سينا ولد في في *أفنشة* قرب بخارى سنة 980م
درس العلوم العقلية وأصبح متخصصا في الطب والفلسفة والفلك وهو ابن العشرين سنة اشتغل بالتدريس والسياسةوتوفي سنة 1036م