شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

15‏/01‏/2010

خلف القضبان



جلس على مكتبه وأضاء شمعته وأشعل سيجارته واحتضن القلم بين أصابعه متأهبا للكتابة
حرر الجملة الأولى وتاه وسط دخان سيجارته لكنه سرعان ما عاود النظر الى الورقة وشطب على الجملة المكتوبة وهو يتمتم :ليست كافية,ليست كافية
ونهض متجها نحو الشرفة يطلب هواء نقيا عساه يزيح عنه الضيق الذي يحتل صدره وضع جسده الهزيل على الكرسي الهزاز الذي يتوسط الشرفة وأخذ يتأرجح ذهابا وايابا حتى تثاقلت عيناه بالنوم فاستسلم لسلطانه غير أن شمس الصباح لم ترحمه بل سلطت عليه أشعتها بقوة وكأنها تحثه على النهوض فأطاعها وهرع مسرعا الى غرفته وقبل أن يستلقي على السريرليتمم نومه رمقت عيناه صورتها فحملها بين ذراعيه وهو يترنح وكأنه يرقص على أنغام الصلصا
بعد برهة اكتفى من الرقص وجلس على حافة السرير يسترجع أنفاسه وهو يردد:ـ اليوم سأتكلم وسأخبرها الحقيقة لا بل كل الحقيقة سأحكي لها كيف دق قلبي ألحان الحب منذ أن رأها وكيف أن حياتي لبست حلتها الزهرية يوم أن رأيت ضحكتها
أحبك هذه هي الحقيقة سيدتي
كل النساء اللواتي عرفتهن قبلك كن أشباه نساء
أنت الوحيدة التي تزلزل لها جدار قلبي
اليوم ,اليوم وليس غدا
اليوم ستحملك رياح حبي لتربعك على عرش قلبي وتنصبك ملكة عمري
أنت يا من همت بها في خيالي وجعلتها بطلة قصتي اليوم ستكونين لي
غادر المنزل متجها الى العمل وهو في قمة السعادة وفي طريقه انعرج الى دكان الزهور ليشتري باقة ورد تكون سلاحه السحري وقت الحاجة
دخل الى مقر العمل وهو يوزع الأبتسامات والتحيات دخل المكتب فوجد أصدقائه مجتمعين حول حبيبته وهي توزع الشكلاطة فرمقته بعينيها العسليتين وقالت:
ألا تريد تهنيئتي فبالأمس تمت خطبتي على ابن عمي تعال لتأخذ نصيبك من الشكلا
اتجه نحوها وهو يتلعثم في الكلام :مبروك بالرفاء والبنين