لا تخلو ذكريات المرء خلال الطفولة من تواجد الجد والجدة هتين الشخصيتين اللتين تتركان بصمة بارزة في حياتك ونفسيتك المستقبلية ،فغالبا ما يكون دور الجدين يرمز للحنان والعطف والعطاء،فكل ماهو محرم عند الوالدين مباح عند الجدين وغالبا ما يرتاح الطفل بين احضان جديه لان معجمهما اللغوي خالي من كلمة لا
وأنا ككل شخص احمل بداخلي ذكريات تنبض بالحب والحنين والشوق
رغم انني لم احض برؤية جديّ من ابي الا ان الله كان رحيما ولم يحرمني هذه النعمة التي ذقتها مع جديّ من امي
كان جدي اسمه عبد السلام وكان يحمل من علامة البداوة الكثير ،من قوة البنية وطول القامة كان دائما يرتدي جلبابا وسروالا "قندريسيا" وعمامة على الرأس
واكثر ما اتذكره هو فرحي الشديد بانتهاء الموسم الدراسي،ففي بداية كل فصل صيف نذهب الى البادية قبل التوجه الى المصيف في مدينة الجديدة
باديتنا قريبة من مدينة مراكش لا تبعد عنه سوى ب:३५ كيلومترا وكان اسمها ولا زال "سيدي الزوين" نسبة الى احد الاولياء الذي تميز بالصلاح والايمان وقد تأسست على ذكراه مدرسة قرأنية تعنى بتحفيظ القرأن وتعليم مبادئ التجويد والعلوم الشرعية
كنا نذهب الى القرية ولا يستقر المقام بنا فيها بل نزيد على المسافة التي قطعناها خمس كيلومترات اخرى تكون فيها "الكريسة"وسيلة نقلنا لنصل الى "دوار بن هنونة"الذي ينتمي الى قبيلة "المصابيح" وهو المكان الذي ترعرعت فيه امي ويضم كل اقاربها الحاملين لنفس الكنية
عندما نقترب من "الدوار "يترائ لنا جدي واقفا ينتظر وصولنا وتصل الى مسامعنا اصوات الكلاب تنبح محذرة من اقتحام غريب لاراضيها وعند نزولنا اسرع مهرولة نحو جدي ليحملني على اكتافه فاستمتع بالجلوسي على رقبته واتباهى بذلك وكأنني لامست السماء
اعتاد جدي دائما ان يصحب ابي الى الحضيرة ليختار الخروف الذي يريد ليذبحه جدي احتفاء بقدومنا ،اهرب كعادتي من منظر الذبيحة لارتمي بين احضان جدتي التي لم ارى لمثيل طبعها فهي شديدة الهدوء والسكون لسانها مراة عقلها لا تعرف لا نفاق ولا كذب طيبة الى درجة السذاجة
تأخذني جدتي الى حجرتها الطينية لتقدم لي ما خبأته لي طيلة السنة من بيض"بلدي" وبيض"الديك الرومي" والتين المجفف والزربية التي نسجتها لي
كنت اعيش تلك الايام كأميرة لا موانع ولا نواهي افعل ما أريد وان أغضبت امي اهرب مسرعة لارتمي بين احضان جدي الذي يتوعد ويسخط على من يلمسني
كنت حفيدته الصغيرة المحببة التي يتفنن في تدليعها
هكذا كنت اقضي ايامي في "سيد الزوين "جميلة كاسم المكان رحمك الله يا جدي وليطل الله في عمرك يا جدتي
وأنا ككل شخص احمل بداخلي ذكريات تنبض بالحب والحنين والشوق
رغم انني لم احض برؤية جديّ من ابي الا ان الله كان رحيما ولم يحرمني هذه النعمة التي ذقتها مع جديّ من امي
كان جدي اسمه عبد السلام وكان يحمل من علامة البداوة الكثير ،من قوة البنية وطول القامة كان دائما يرتدي جلبابا وسروالا "قندريسيا" وعمامة على الرأس
واكثر ما اتذكره هو فرحي الشديد بانتهاء الموسم الدراسي،ففي بداية كل فصل صيف نذهب الى البادية قبل التوجه الى المصيف في مدينة الجديدة
باديتنا قريبة من مدينة مراكش لا تبعد عنه سوى ب:३५ كيلومترا وكان اسمها ولا زال "سيدي الزوين" نسبة الى احد الاولياء الذي تميز بالصلاح والايمان وقد تأسست على ذكراه مدرسة قرأنية تعنى بتحفيظ القرأن وتعليم مبادئ التجويد والعلوم الشرعية
كنا نذهب الى القرية ولا يستقر المقام بنا فيها بل نزيد على المسافة التي قطعناها خمس كيلومترات اخرى تكون فيها "الكريسة"وسيلة نقلنا لنصل الى "دوار بن هنونة"الذي ينتمي الى قبيلة "المصابيح" وهو المكان الذي ترعرعت فيه امي ويضم كل اقاربها الحاملين لنفس الكنية
عندما نقترب من "الدوار "يترائ لنا جدي واقفا ينتظر وصولنا وتصل الى مسامعنا اصوات الكلاب تنبح محذرة من اقتحام غريب لاراضيها وعند نزولنا اسرع مهرولة نحو جدي ليحملني على اكتافه فاستمتع بالجلوسي على رقبته واتباهى بذلك وكأنني لامست السماء
اعتاد جدي دائما ان يصحب ابي الى الحضيرة ليختار الخروف الذي يريد ليذبحه جدي احتفاء بقدومنا ،اهرب كعادتي من منظر الذبيحة لارتمي بين احضان جدتي التي لم ارى لمثيل طبعها فهي شديدة الهدوء والسكون لسانها مراة عقلها لا تعرف لا نفاق ولا كذب طيبة الى درجة السذاجة
تأخذني جدتي الى حجرتها الطينية لتقدم لي ما خبأته لي طيلة السنة من بيض"بلدي" وبيض"الديك الرومي" والتين المجفف والزربية التي نسجتها لي
كنت اعيش تلك الايام كأميرة لا موانع ولا نواهي افعل ما أريد وان أغضبت امي اهرب مسرعة لارتمي بين احضان جدي الذي يتوعد ويسخط على من يلمسني
كنت حفيدته الصغيرة المحببة التي يتفنن في تدليعها
هكذا كنت اقضي ايامي في "سيد الزوين "جميلة كاسم المكان رحمك الله يا جدي وليطل الله في عمرك يا جدتي