شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

22‏/02‏/2010

قهر الموت





وأنا أرتب أوراق نصفي الأخروقع نظري على بيتين من قصيدة للعلامة:عماد الدين اسماعيل بن كثيريقول فيها:"تمر بنا الأيام تترى وانما
نساق الى الأجال والعين تنظر
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى
ولا زائل هذا المشيب المكدر
لكن نصفي الثاني لم يكتف بذلك بل تأثره بها حرك لديه ملكة التعبير التي افرزت ابيات وتعابير صادقة تستحق المشاركة
تتسم هذه الكتابات بالقوة الى درجة الصدمة لكن تبقى حقيقة والحقيقة أغلبها صادم


نعيش عيشة البهائم في زريبة
علف ونوم ودناسة ونكاح
تنافس وتفاخر وتناطح
ويد المنية تعبث بنا كعربيد جامح
سراديب ودهاليز الحياة تنسينا
ويأبى الموت أن ينسى صنيعه فينا
كشاة العيد نسمن ولا ندري متى
تخطفنا يد الموت المتربص
غفرانك يا رب ورحمة
ورأفة بعبدك الضعيف الخانع
لو استأذن الموت كل من يزور
لما وافق أحد على ترك الأحبة
وفي نفس السياق يكتب خاطرة جد معبرة

ـ يستقبل المولود الجديد قدومه للدنيا بصرخة كأنه يدرك ما ينتظره من شقاء
ـ كيف نحتفل بعيد الميلاد ونشعل شمعة ونحن في كل يوم نودعه نقترب من الموعد المحتوم
ـ يحمل الانسان في حياته على ثلاث:
عندما يكون في المهد ،وعندما يصير عريسا مرفوعا على "العمارية" ثم يختمها باللحد ليلقى في القبر،ويتعفن بهدوء ،تراب واسمنت بارد وقليل ثوب
شبر وأربعة أصابع للجسم النتن المتعفن
ـ جاء محمولا على الأزناد بسرعة يدفن في الأعماق يغطى بالتراب والكل ينادي بسرعة كرموا الجسد الفاني ترتيلات من الذكر الحكيم فدعوات وسرعة في الوداع وكأنهم يخشون صحبته ويتبرؤون من قرابته
ـ صريخات عويلات والدوام لله، صباح يأتي واخر يجيئ والأربعين تنقضي والله يرحم المرحوم
ـ وأقول للتي لم تحض بزوج في الحياة لا تحزني وتأهبي فمهما طال الزمان سيأتي من ترضين قرانه رغما عنك بالماء الدافئ يغسلونك وبالثوب الأبيض يزينوك وستحملين على اكتاف أربعة رجال أشداء يتراقصون بك حتى يدخلوك لبيتك الجديد الذي لن تتحملي عناء دفع فواتيره،بناء افقي وسقف من اسمنت وحديد وجيران مختلفة ألوانهم وأفعالهم
ـ نلقى في حفرة لعينة حقيرة تذكرنا بحقيقتنا التي نغيبها مع السنين
ـ ارجو من الرحمان أن يخفف ويسهل مرورنا من الحياة الدنيا الى الحياة الأخرى كالمستيقظ من غفوة النوم،وان يعوضنا الله سبحانه عن ماسي هذه الحياة نحن واحبتنا السابقين واللاحقين بالجنة والنعيم امين يا رب العالمين