شيء في داخلي يدفعني لضم القلم بين أناملي لأخطط هذه السطور على الورقة,ما الموضوع الذي أثقل كاهل قلبي ففاض به وأراد قذفه خارجا।।وضعت القلم جانبا وألقيت برأسي على يدي وتهت وسط زخم من الأفكار و التساؤلات ماذا حل بي يا ترى؟فلم أجد سوى كلمة واحدة الحنين
فجرح قلبي قد انشق من جديد وأدماه الشوق وأحرقه الحنين وخارت قواه فاستسلم وأطلق سراح الأحساس السجين
في بداية هذه المدونة كتبت سطورا عاطرة عن الأم لمكانتها لفضلها المادي والمعنوي علي واستثنيت الكتابة عن الوالد ولم اشر له الا من بعيد خلال مقالة _السكن الافتراضي_
لكن اليوم لم يعد لدي خيار فقد تمردت أناملي وحملت القلم رغما عني
حنين يغلي تحت جمر الشوق فيذيب القلب ويسيح ليمتزج بدمي وهو ينبض بجملة واحدة
اشتقت اليك يا أبي جملة أخفيتها في أحشائي وتفاديت الحديث عنها أو حتى التعبير عنها
في يوم من الأيام كان لي أب يشملني بعطفه ويدفؤني بحنانه يضمني بين ذراعيه فينسدل علي أمان الدنيا كلها كان الصديق والأخ والناصح والوالد
أحببت أبي وهو حي وهمت بحبه وهو ميت
نعم غاب أبي عن الدنيا لكنه لم يغب عن قلبي و فكري لحظة واحدة
حديثي اليوم عن والدي لم أرد منه الحديث عن خصوصياتي بقدر ما أهدف منه تتمة لموضوع العلا قة بين الأولاد والوالدين وابراز أهميتهما
فمرادي أن يغتنم كل من يقرأ هذه الخاطرة الفرصة لقضاء وقت أطول معهم فاليتم هو احساس أكثر منه وضع اجتماعي
فليمدد في عمر كل الأباء و الأمهات وليرحم من حط رحاله في دار البقاء