ارتمت نوال على أريكتها الخشبة بشدة وكأنها سقطت من أعلى التلة وألقت برأسها على كفها وأرسلت تنهيدة عميقة زفرتها بصوت مسموع وكأنها تحاول أن تطرد كل همومها دفعة واحدة تداعت يدها من ثقل رأسها فعدلت جلستها وألقت برأسها الى الخلف وأرسلت نظرها التائه الى السقف دون أن تحدد له اتجاها
فتسارعت أحداث حياتها أمامها وكأنها تشاهد فيلما دراميا وتمتمت في صمت أهي النهاية يا ترى؟ أهكذا تكون خاتمتي؟ ضحكت ضحكة سرعان ماانقلبت الى بكاء هستيري دام ما يقارب عشرين دقيقة لكنها انتفضت من مكانها ولعنت الشيطان في نفسها و ألقت سجادتها على الأرض ووقفت بين يدي الرحيم تشكيه همها وتحكيه ما فعلت الدنيا بها وهو العليم الخبير لم تع كم ركعة ركعت ولم تدرك كم من الوقت مر وهي بين يدي الجبار ولولا صوت جرس الباب الذي أعادها الى وعيها لظلت هائمة في تصوفها
اتجهت صوب الباب في خطى متثاقلة وكأنها تجر جبلا ورائها فتحت الباب ولم تكترث للقادم بل أدارت ظهرها واتجهت صوب أريكتها وألقت بنفسها بين أحضانها وكأنها تستجدي الحنان والعطف
ـأهكذا تستقبلين ضيوفك؟ ماذا بك لما أنت صامتة؟تكلمي فحالك لا يطمئن
ـ حالي وما أدراك بحالي ؟منذ متى وحالي يهمك؟أنت أختي نعم والدم الذي يسري في عروقنا واحد لكن أتعرفينني حق المعرفة؟ أأعرفك مثلما أعرف نفسي؟ لا أظن ذلك كل واحد منا يلبس قناعه الخاص به ولا يفصح عن هويته ولا عن حقيقته ها انت الأن تلبسين قناع المهتم لحالي والقلق على نفسيتي
اطمئني يا أختاها فما هذه الا كبوة أخرى من كبواتي العديدة وجروحي لا تلبث أن تلتئم فلا تشغلي بالك بي وافصحي عن سبب زيارتك
ـ أنت دائما تتكلمين كلاما غير مفهوم ولا أريد أن أجادلك في هرطقاتك ما جئت لأجله يتعلق بأمي فكما تعلمين أن المرض أصبح يلازمها وأنا لم أعد أستطيع المكوت معها طول الوقت لذلك وبما أن ظروفنا المالية لا تسمح بأن نوظف ممرضة لها أقترح أن نصحبها الى دار المسنين فهناك ستجد الرعاية وستلقى الصحبة وعلى هذه الورقة قد سجلت كل المعلومات الازمة
ـ أرى أنك قد تحريت عن الأمر وأخدت قرارك وما مجيئك سوى اخبار ليس الا
بلقيس:يوم:9/11/2009
تابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق