
كنت جالسة في الشرفة فأثارت انتباهي حمامة لم يخفها وجودي بل اطمأنت واقتربت مني وسجعت سجعا حزينا وهي تحدق الى ولما همت بالرحيل حطت على زندي وألصقت رأسها برأسي وكأنها تواسيني ثم حلقت بجناحيها بعيدا طارت عاليا حتى ضاعت في الأجواء
استغربت لهذه الحادثة الفريدة وأحسست أن الحمامة قد اطلعت على كربي وأدركت مصيبتي التي أخفيها حتى على نفسي
استحوذ على ضيق شديد فاقتحمت غرفتي واختفيت في سريري وتمتمت في صمت أحان الفراق تأملت هذه الكلمة في أعماقي فوجدت حروفها قليلة لكن معناها مدمر حللت الكلمة حرفا حرفا أخذت الفاء فوجدتها تبكي وتنوح :فارقتكم وقلبي أسيركم أنتم يا من في القلب حللتم
فارتمى بين أحضانها حرف الراء وهو ينزف دما:رموا قلبي بسهم الحزن فبكى القلب على ذكرى من كان
فاستوقفهم الألف وهو يصرخ فيهم:أتيت لتأكيد ألم الفراق
فأه.....ثم أأأه .....ثم أأأأأههههه
لقلب اقسم أن لا ينساكم
بحثوا عن اخيهم الصغير فوجدوه مختبئا فنادوه يا قاف تعال الى جانبنا فرفع رأسه وهو يندب:
قلبي الحزين سيظل يذكركم وقلمي الجريح سيظل أسير روضتكم
فامتزج دم القلب بمداد القلم ليعيشا على ذكراكم
أنتم يا من في القلب حللتم
هناك تعليقان (2):
تحية طيبة
حسب فهمي المتواضع أرى أن الكاتبة استعملت أسلوب الرمزية الأمر الذى يدفع بالقارئ الى استخلاص العبرة من بين السطور
ابداع جميل فهنيئا للكاتبة المبدعة
أصعب لحظة في الحب لحظة الفراق.. لا يعرف قيمتها إلا من عاشها..
والأصعب أن يكون هذا الفراق مفروضا على الحبيبين.. ولم يكن اختياريا..
ف آآآآآآآآآآآآآآآآآه ثم ألف آآآآآآآآآآه على كل قلبين حتم عليهما الفراق..
وأصبح كل قلب ينزف دما ليكتب في كل كلمة اسم الحبيب..
عذرا على التطفل..
إرسال تعليق