شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

14‏/07‏/2010


نزار قباني
كل عام وأنت حبيبتي


1
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..
أقولُها لكِ،
عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ
وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني
كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ ..
أقولُها لكِ على طريقتي ..
متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ
التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة ..
وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب
التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة ..
ورافضاً ..
كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة ..
التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ
منذ 1975 سنة ..

2
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..
أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ ..
كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ
وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ ..
فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض ..
زهرةً ..
وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ ..
مركباً ..
أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ
كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ
فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ
حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ

3
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي
هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ..
التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ
وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ
كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ
لا تقولُ ما أريدُه ..
وكلُّ الرسومِ التي عليها ..
من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ ..
وأطفالٍ .. وملائكهْ ..
لا تُناسبُني ..
إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ ..
ولا للقصائدِ الجاهزهْ ..
ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ
فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام ..
ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية ..
لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ
وأنت لستِ امرأة المناسباتْ ..
بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها ..
أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ ..
الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ ..
ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ ..
ولا يقالُ بالمراسلَهْ ..
وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ ..
وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ ..
وتستحمّينَ هناكْ ..
ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ
ويستوطنُ هناكْ ..

4
لأنني أحبُّكِ ..
تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا ..
دخولَ المُلوكْ ..
ولأنني أحبُّكِ ..
أحملُ تصريحاً خاصاً من الله ..
بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ ..

5
لن نشتري هذا العيد شجرهْ
ستكونينَ أنتِ الشجرهْ
وسأعلّقُ عليكِ ..
أمنياتي .. وصلواتي ..
وقناديلَ دموعي ..

6
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..
أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها
حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور
فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها ..
حتى لا يسرقَها الناسُ منّي ..
ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ ..

7
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..
كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ ..
أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي ..
وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به ..
ولكنْ ..
من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟
من يحاسبُ الفقراءْ ؟
إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ
لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟
من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ ؟
هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً :
حالةُ الجنونْ ..
وحالةُ الشِّعرْ ..
وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ ..
وأنا أُعاني - لحسنِ الحظّ -
منَ الحالاتِ الثلاثْ ..

8
اتركي عشيرتكِ ..
واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ
اتركي قبّعةَ الورقْ ..
وموسيقى الجيركْ ..
والملابسَ التنكريّهْ ..
واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ ..
وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ ..
سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ
وسأسقيكِ نبيذاً أحمر ..
من أقبيةِ الرُّهبانْ ..
وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً ..
من قواقعِ البحرْ ..
اتبعيني - يا سيّدتي - إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ ..
فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ ..
وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي ..
التي لم أفتحها لأحدْ ..
ولسوفَ أحبُّكِ ..
كما لا أحبَّكِ أحدْ ..

9
عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ
وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها
ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ ..
سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي ..
وسأسحبكِ معي ..
فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ ..
ولا بالزمنِ العامْ ..
ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا ..
ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا ..
ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل
سوى رجالٌ من ورقْ ..
ونساءٌ من ورقْ ..

10
آهٍ .. يا سيّدتي
لو كانَ الأمرُ بيدي ..
إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ
تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ
وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ
وتتشمّسينْ ..
وتستحمّينْ ..
وتركضينَ على رمالِ شهورها ..
كما تريدينْ ..
آهٍ .. يا سيّدتي ..
لو كانَ الأمرُ بيدي ..
لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ
لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ
ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ
إلا ..
عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها ..
داخلَ يدي ..

11
كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ ..
ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ ..
كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ
والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ
والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ...
كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ ..
ومبلّلٌ بأمطاركْ ..
ومحفورٌ - كالإناء الصينيّ - بتضاريسِ جسمكْ
كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ ..
اختاري أنتِ أسماءكِ ..
كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ
وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ ..
وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ
إسمحي لي أن أناديكِ :
" يا حبيبتي " ...

05‏/07‏/2010

اكون او لا أكون

هجرتني الكلمة اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعيوودعني الاحساس المرهف ادار عني ظهره التعبير الصادق ووقع القلم من بين اناملي وتمزقت أوراقي وخرس لساني وكبتت المشاعر بداخلي،حاولت الصراخ فرفض صوتي الخروج،حاولت البكاء فجفت دموعي
جلست مشلولة في مكاني وكأني صخرة صماء،كيف اعيش دون كلمة بلا احساس ولا تعبير؟
كيف احيا بكماء بلا صوت جامدة بلا دموع أو مشاعر؟
بحثت بداخلي عساي أجد شعلة الامل التي توقد في الحياة من جديد،فأنا لم أقنع بالنهاية ولم أستسلم للهزيمة
فألصقت أوراقي وربطت قلمي بأناملي وجلست امام شمعتي وصرخت بصمت بداخلي
"من انا ؟من أكون؟"
وجدت نفسي عاجزة على رسم صورة لنفسي فعاودت الكرة مرات متعددة لمن دون جدوى كيف اواجه الحقيقة،حقيقة انني لا أعرف من أنا من أكون؟
أأنا مجرد شبح؟ يعيش في الظل يظن انه يحيى بين اناس يحبهم ويتوهم حبهم فهو مجرد شبح مكبل بالموانع القهرية المفروضة عليه
انتفضت من مكاني رافضة لهذه الحقيقة المدمرة رافضة لفكرة الوجود الشبحي
مؤلم ان تظن انك موجود وانت لست كذلك
قد اكون حلما او طيفا نسمة عابرة، أريج زهر يعطر الاجواء، سحابة صيف سرعان ما ترحل،يمامة تحلق في السماء البعيدة
غبية انا لأعطي لنفسي قدرا اكبر من حجمه
غبية أنا لاصدق كذبة اعيشها
الان عرفت من انا ومن اكون؟
انا وردة بلا رائحة
شمس بلا ضوء
بلبل بلا صوت
مراة بلا زجاج
عسل بلا شهد
بحر بلا شاطئ
قلب بلا نبض
عيون بلا نظر
كذبة كبيرة عشتها وصدقتها اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

04‏/07‏/2010

قهر الحياة

احتل الصمت الغرفة برهة من الزمن قبل ان يتكسر بسؤالها عن أبنائها وعن سبب عدم قدومهم لزيارتها، حاول شريف ان يختلق العديد من الحجج التي اعتبرتها جيهان واهية،فاكتفت بالسؤال عن احوالهم واخبار دراستهم واكتفى هو بطمأنتها وكأنه يهيئها لشيء اخر عاد الصمت من جديد قويا متجبرا وأسدل رداءه على الغرفة لكن اصرار شريف على ان يلقي ما في جعبته جعله يترنح في الغرفة ذهابا وايابا فأدركت جيهان بحدسها ان هناك ما يقلق بال زوجها فحاولت سؤاله لكنه لم يترك لها الفرصة لذلك حيث ارتمى عند قدميها وزخات تسقط من عينيه كأنها قطرات مطر، وضعت يديها الذابلتين على رأسه وتحسست خصلات شعره الرمادي اللون وحاولت ان تهدئه بكلماتها ا لمعسولة لكنه انتفض على سلطة حنانها وصرح لها بكل وقاحة برغبته الاكيدة بالزواج سحبت يديها المرتجفتين من شعره وادارت وجهها هاربة من لقاء عينيه وأسدلت جفونها هاربة من الوحش الواقف امامها

02‏/07‏/2010

قهر الحياة


فتحت عيناها على أشعة الشمس المتسربة لها من النافذة التي فتحتها الممرضة وهي تلقي تحيتها الصباحية والابتسامة تملئ محياها التفتت جيهان نحوها ببطئ شديد فقد انهكها الالم الذي غزا جسدها الجميل بعد ان قامت الممرضة بفحص نبضها وقياس حرارتها وطمئنتها غادرت الغرفة متمنية لها يوما سعيدا
ضحكت جيهان من هذه الكلمة بسخرية شديدة كيف تشعر بالسعادة و الموت يحيط بها من كل جانب
كانت حياتها عادية الى درجة الملل كمئات بل الاف النساء امثالها ،يدورون حول ناعورة الحياة فمرة يسقطون ارضا ومرة يتغلبون على الصعاب والايام تمر بين المنزل والعمل وهموم الاسرة والعائلة وتربية الاولاد لم تفكر يوما فيما تحب جيهان ولا ماذا تريد جيهان فقد كانت مؤمنة ان الدنيا قد انصفتها بالتعليم والزواج وياسر ويسرى فرحة عمرها لم تكن قطا متطلبة بل كانت ترضى بالقليل
تمايلت في فراشها محاولة الجلوس ،فقد سئمت الرقود على السرير وكأنها جثة تنتظر التفت
لم تعاني من اي مرض طيلة حياتها كانت لا تأبه لا بزكام ولا حمى ولا ولا ولا الا لكن القدر يخفي اشياء لم تكن في الحسبان انقطعت افكارها بدخول زوجها الى الغرفة وهو يحمل باقة نرجس ندية قبلها على جبينها ووضع النرجس في مزهرية وجلس الى جانبها دون ان يتلفظ بكلمة

يتبع

30‏/06‏/2010

حرب وسلم

الانتفاضة والتحرر كلمتان ارتبطتا بأجواء الحرب فلا يتحقق التحرر دون انتفاضة ومقاومة،لكن هتين الكلمتين فرتا من قاموس الحرب واقتحمت عالم السلم والحياة العادية فأصبحت تتسكع داخل قواميس اجتماعية،اقتصادية،سياسية....
فألفاظنا اليومية وكلامنا العادي لا يخلو من هتين الكلمتين "الانتفاضة،التحرر"كقولنا:"يجب ان أتحرر من التزاماتي"
أو"أجدر بي ان أنتفض على هذا الوضع" أو"علي ان أقاوم هذه الضائقة المالية" وما هذه سوى امثلة قليلة من امثلة كثيرة
المسألة الاساسية في الموضوع هو ذلك الاحساس الخفي الذي اصبح ينتابنا وهو احساس "العيش في صراع"
فحياتنا اليومية أصبحت حربا قاهرة لا نستطيع ان تحملها والعيش فيها دون مقاومة وانتفاضة عسانا نتحرر من مشاكلها وهمومها

27‏/06‏/2010

القوامة بين الامس واليوم



لطالما تأرجحت مسألة القوامة على كفتي ميزان الفهم وسوئه خصوصا في عصرنا الحالي عصر المتغيرات والمستجدات والعولمة التي غيرت مفاهيم أزلية وحرفت بدهيات شكلت فيما مضى اساسيات بل مقومات اجتماعية
وقبل ان نخوض في غمار بحر هذا الموضوع يجدر بنا ان نتعرف على المفهوم اللغوي والاصطلاحي لهذه الكلمة التي انقلبت موازينها في عصرنا الحالي:
القوامة في اللغة من قام على الشيء يقوم قيامًا:
أي حافظ عليه وراعى مصالحه، ومن
ذلك القيِّم، وهو الذي يقوم على شأن شيء ويليه، ويصلحه، والقيم هو السيد، وسائس الأمر،
وقيم القوم:
هو الذي يقوّمهم ويسوس أمورهم، وقيم المرأة هو زوجها أو وليها
لأنه يقوم بأمرها وما تحتاج.

أما معنى القوامة اصطلاحًا:
فهي ولاية يفوض بموجبها الزوج تدبير شئون زوجته،
والقيام بما يصلحها.

ونستشف هذا المعنى جليا في ديننا الحنيف الذي ركز على ضرورة قوامة الرجل على المرأة حيث قال الله تعالى من سورة النساء الاية 34( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)
وليس الغرض من ذكر الجانب الديني هو شرحه او تحليله او التوسع فيه ولكن هوفقط دليل شرعي مفروض بنص قرأني علينا اتباعه كوننا ننتمي الى مجتمع اسلامي
هذا المجتمع الحالي الذي تبرج واسقط عنه سترته الدينية وأصبح فاضحا مكشوفا على الاعين المريضة التي تختلس النظر اليه وهو يتمايل ويترنح وكأنه يرقص على حطب ملتهب فلاهو يتلذذ برقصه ولا هو ينجو بنفسه ويبتعد عن النار
هذا للاسف هو حال مجتمعنا الذي لم يرض بهويته واصبح يبحث عن جنسيات وهويات مختلفة تتبناه
وكي لا نذهب بعيد عن موضوعنا الاساس وتجرفنا تيارات الكتابة الى الانهار الامازونية فتلتهم قاربنا الورقي وتغرقنا في احشائها نعود أدراجنا الى مشكل القوامة بين الامس واليوم
بالامس لم يكن هناك جدال في الموضوع بل لم يكن هناك طرح له أساسا فقد كان الرجل قائما وقيما على منزله قائما بحاجيات اسرته قيما على راحتها وامنها لانه كان المصدر الاساسي لدخل الاسرة فهو العامل خارج البيت وهو المكلف بتأمين اللقمة لها وبالتالي فقد كانت المرأة سيدة في بيتها تتصرف داخل نطاق الدائرة الاقتصادية لدخل زوجها
لكن دوام الحال من المحال تطور المجتمع وتغيرت المفاهيم واستبدلنا جلد نا ولبسنا اكبر من مقاسنا فتعثرنا في اذيال اثوابنا وسقطنا ارضا
الان اصبحت المرأة عاملة لها دخلها الخاص الذي يبعث فيها الاحساس بالقوة وبالتالي البحث عن السلطة فتحاول انتزاعها من رفيق دربها الرجل فتتزعم انقلابا اسريا عليه لتحظى بمقاليد الحكم ظنا منها ان الدخل المادي هو الذي مصدر القوامة
وكلامي هذا لا يضع المرأة في قفص الأتهام ويذنبها بالخيانة العظمى وبالتالي فهو لا يبرأ نصفها الاخر بل هناك منهم/وهم كثيرون/ من اتخذوا من عمل المرأة دريعة للتملص من قوامته بل منهم من يتخلى عنها طامعا في الرقود بسلام فتجده يلقي بجبل المسؤولية على المرأة ولا يأخذ من دخله سوى ثمن سجائره ومقاهيه
والقارئ لهذا الموضوع يلمس تلك العلاقة الوثيقة بين الجانب الاقتصادي والقوامة مما يدل على ان مجتمعنا اصبح ماديا بالدرجة الاولى
ولا بأس ان ابدي رأيي في النهاية كوني اولا انتمي الى هذا المجتمع المريض الذي يتأوه من الم اختلاط المفاهيم واعدام المبادئ وثانيا كوني انثى عاملة وجدت نفسها قائمة قيمة ليس بسبب تخلي نصفها الاخر ولكن بسبب الظلم الاجتماعي الذي يفرض علينا ثنائية القوامة

ان القوامة في الشريعة الإسلامية ما هي إلا آلية تنظيمية تفرضها ضرورة السير الآمن للأسرة المسلمة القائمة بين الرجل ، و المرأة و ما ينتج عنهما من نسل طيب ، و ما تستتبعه من تبعات
واختم كلامي بقوله تعالى:"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"(البقرة:)286

20‏/06‏/2010

هم وانجلى





وما نيل المطالب بالتمني ...ولكن تأخذ الدنيا

غلابا
جلست فترة من الزمن مكومة على نفسي

منساقة وراء المجهول

أعيش كما يعيش المغفلون
أبات وأصبح وأجوع وأكل
حول عنقي التف طوق اسحب منه كلما
تخادلت عن الطاعة
بل كلما حاولت أن أفكر في نفسي
وفجأة رفعت يدي الى عنقي أتحسس الطوق الذي خنقني
عساني أزحزحه من مكانه لأتنفس
مررت يدي على عنقي فلم أجد شيئا
عاودت الكرة مرات عدة فقمت من مكاني
وأضأت شمعتي ونظرت الى مراتي فلم أجد شيئا
أمعنت النظر فانفجرت أساريري
وهتفت في صمت طليقة أنا؟ حرة أنا؟
ركضت دون هدف وتركت ساقاي تسابقان الريح
أجري دون هدف وكأنني فرس جامح انطلق الى البراري،
لم أشعر بالتعب لكني توقفت ونظرت الى النجوم
فلم أجدها شاحبة كما اعتدتها وأحسست بلمسة برد تلاعب خصلات شعري
فشعرت بالدفء
عدت الى نفسي فوجدتها غير نفسي
كل شيئ تغير رغم أن لا شيئ تغير
ضحكت من نفسي وقلت لها أهلا بعودتك يا حلوتي يا معذبتي
رغم أن الجسد الذي تسكنه نفسي تغير
شعرت بالوحشة وأزحت نظري عنه فداعبتني نفسي
وهمست لي انه العمر لقد طال سباتك يا توأمي فلا تستغربي
عدت الى أين ؟
عدت لما؟
عدت لمن؟
أسئلة كثيرة تبارزت بداخلي
لكني لم أهتم فالمهم عندي عودتي
فأعلنت الثورة وحملت السلاح وتأهبت للحرب
عساني أفلح في النصر
لأن نفسي تستحق أن أكرمها واعيد لها اعتبارها
فقررت كأول خطوة للأصلاح أن أرتقي بنفسي الى سلالم العلم
غير أبهة بالعمر أولم يأتي على لسان خير المرسلين
أطلبوا العلم من المهد الى اللحد
ها أنا اليوم أقتل هما شبحا بهم حقيقي
ها أنا اليوم أطرد الواقع الى أرض الخيال
وأعيش الحلم في أرض الواقع
غيرت عقارب الساعة وأعدت الزمن الذي غدرني الى الخلف
ونزعت منه شبابي واستردت الأمل
ها أنا اليوم أقتحم أبواب الكلية من جديد
وأحمل كتبي التي أضعتها وأضمها الى صدري
وكأنها وليدي الذي أرضعه من ثدياي
ها أنا اليوم أجلس على كراسي المدرج
وأنا أرتجف خوفا ورهبة
وكأني فقدت بصري وبصيرتي وسمعي وعقلي
ها أنا اليوم أحقق حلما قتلته بضعفي كفنته باستسلامي
وتكفل واقعي المرير بدفنه
هل سأفهم درسي؟
هل سأستأنس بأصحابي؟
هل سأكون جديرة بثفة المحيطين بي؟
هل سأكون أهلا لرسالة العلم؟
هم أخر امتلكني لكن ليس كل الهم سواء


ومرت السنة سريعة كأنها تتنقل على البراق
فصل وراء فصل ومتعة وراء اخرى
وارهاق يتبعه مرض
وسخط يليه رضى
ومرارة وخوف ورهبة وتحدي
واقتربت النهاية وانتهى الجهد
وتوقف العمل وحانت اللحظة الحاسمة
وحان وقت الحساب
فوقفت على منصة الحكم انتظره واخشاه في نفس الان
وحانت الساعة لكن الحكم لم ينطق بل كتب في لوائح
لم استطع قرائتها لكني استطعت تمييز اسمي
المكتوب في اول قائمة الناجحين
نعم الناجحين كنت اولهم فصرخت بأعلى صوتي
مرحى بالتعب والارهاق اذا كانت نهايته

نجاح

10‏/06‏/2010

على أبواب يافا


لم تغادر فدوى طوقان نابلس بعد نكسة 1967 ، بل بقيت في بلدها تقاوم بالكلمة الشريفة الحرة الحلوة عن آلام شعبها وفي تاريخ 4/3/1968 زارت شاعرتنا مدينة حيفا وهناك كتبت هذه القصيدة النثرية الرائعة :




على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور .
بين الردمِ والشوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين :
قفا نبكِ





على أطلال من رحلوا وفاتوها

تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأنّ القلبُ منسحقاً
وقال القلب : ما فعلتْ ؟
بكِ الأيام يا دارُ ؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي ، هل
جاءتك أخبارُ ؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا
مشاريع الغدِ الآتي
فأين الحلم والآتي وأين همو
وأين همو؟
ولم ينطق حطام الدار
ولم ينطق هناك سوى غيابهمو
وصمت الصَّمتِ ، والهجران
وكان هناك جمعُ البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللسان وكان
يحوّم في حواشيها
يمدُّ أصوله فيها
وكان الآمر الناهي
وكان.. وكان..
وغصّ القلب بالأحزان
* **
أحبائي
مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ
الرماديهْ
لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان
بكم، بالأرض ، بالإنسان
فواخجلي لو أني جئت القاكم –
وجفني راعشٌ مبلول
وقلبي يائسٌ مخذول
وها أنا يا أحبائي هنا معكم
لأقبس منكمو جمره
لآخذ يا مصابيح الدجى من
زيتكم قطره
لمصباحي ؛
وها أنا أحبائي
إلى يدكم أمدُّ يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ
وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه
كزهر بلادنا الحلوه
فكيف الجرح يسحقني ؟
وكيف اليأس يسحقني ؟
وكيف أمامكم أبكي ؟
يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !
* **
أحبائي حصان الشعب جاوزَ –
كبوة الأمسِ
وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ
أصيخوا ، ها حصان الشعبِ –
يصهلُ واثق النّهمه
ويفلت من حصار النحس والعتمه
ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ
وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه
تباركه وتفديه
ومن ذوب العقيق ومنْ
دم المرجان تسقيهِ
ومن أشلائها علفاً
وفير الفيض تعطيهِ
وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا
حصان الشعبْ
فأنت الرمز والبيرق
ونحن وراءك الفيلق
ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ –
والغضبُ
ولن ينداح في الميدان
فوق جباهنا التعبُ
ولن نرتاح ، لن نرتاح
حتى نطرد الأشباح
والغربان والظلمه
* **
أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي
في الجرحْ ...
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
يموت هنا ليعطينا
ويعطينا
ويعطينا
على طُرقُاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
وفي أرضي
وأزرع مثلكم عينيَّ
في درب السَّنى والشمسْ


09‏/06‏/2010

الملاك



الملاك رمز ديني مقدس فهو مخلوق سام لا يخطئ ولا يزيغ عن طريق الله سبحانه وتعالى لانه معصوم من الخطأ، خلق لعبادة الخالق يبقى الى جواره ولا نعرف عنه سوى ما قرأناه في القرأن الكريم او ماذكر في السيرة النبوية
وليس هذا ماأحبذ الكلام عنه لانه لا يجدر بي فعل ذلك
ولكني سأستعير بعض المواصفات التي تميزه عن باقي المخلوقات،هذه المواصفات التي نلمسها في بعض الاشخاص من بني الانسان حيث يمنحه الله الخلق الحميد ويسخره لقضاء مصالح اخيه الانسان دون ان ينتظر من وراء ذلك لاجزاء ولا شكورا
تراه يسكن بين أضلعه قلبا كبيرا يتسع لحب مئات الاشخاص بل الألاف منهم دون تأفف ولا ضجر ولا تعب يبحث عن شكوى أحدهم كي يححره من الامها عن هم أثقل كاهلا ثقل صخرة سزيف التي تتدحرج كلما وجد لها مستقرا على قمة الجبل
جفاه النوم من فرط التفكير في حلول لمشاكل قد لا تخصه لا من قريب او بعيد اسقط الانانية من خصائصه الانسانية وطعن التعجرف بسهم التواضع وكبل التملك بقيد التشارك وشنق الظلم بحبل العدالة واحرق الكره بنار الحب ونسف الغدر بقنبلة الوفاء
تراه يزرع ارضا قاحلة وكله امل في احيائها يحفر صحراء حتى تنبع بالماء يعمل،يساعد،يهتم،يتفهم،ينقذ،يسمع،يستجيب،يعتني،يعطي،يقدم،يمنح،....
أفعال كثيرة كلها تخص ضمائر المخاطب والغائب ويغيب ضمير المتكلم
بعد كل هذا ألا نعترف بأن هذه الفئة من الناس هي

ملائكة على وجه الارض

06‏/06‏/2010

القمر




تهضت من فراشي قلقلة،فقد صاحبني الأرق وأقلق راحتي حتى سئمت الفراش،اتجهت الى النافذة اتوسل نسيما عليلا فقد ضاق بي هواء الغرفة واقبض على أتفاسي،ألقيت برأسي خارج النافذة أمدده قدر المستطاع فلفت انتباهي صفاء السماء وكأنها سيدة جميلة التفت في ردائها الاسود المرصع بالمجوهرات لكن لمعانها كان خافتا باهتا يغلب سواده القاتم فتسائلت:"أين القمر يا ترى؟"ارسلت نظراتي في رحلة استكشافية فلم أعثر على أثر له هل هو مختبئ وراء غيمة ياترى؟لكن السماء عارية كفاتنة كاملة النمو تتموج بجسمها النابض بالجمال أقلقني غيابه فناديته ولم يجبني ،فازداد قلقي وتشنجت أعصابي كلما رأيت السماء تزداد حلكة
ارتديت ملابسي وخرجت مسرعة من المنزل عساني أعثر عليه في مكان ما رفعت رأسي الى السماء فوجدتها خالية من النجوم الا واحدة تتلألئ بخجل شديد وكأنها شمعة تعيش لحظاتها الاخيرة ندهتها بصوت عال كي تتمكن من سماعي :"أسعد الله مساؤك أيتها النجمة هل لي بي سؤال؟"
"وأنت أيضا لكن اسرعي فموعد رحيلي قد حان"
"ألايفترض بك أن تبقي طيلة الليل؟ونحن ما زلنا في أوله"
"نعم ،نعم ولكن اليوم مختلف فنحن نعيش حالة طارئة"
"عن اية حالة تتحدثين فأنا قد ندهتك كي أسألك عن القمر فقد بحث عنه ولم أجده وأنا لا أستطيع العيش دونه فهو رفيقي في ليالي المرض،الوحدة،الابداع والحزن فهل رأيته أرجوك"
"أنت كذلك تبحثين عنه فغيابه هي الحالة التي تشغلنا جميعا"
قالت هذه الجملة وهمت بالرحيل
"أرجوك انتظري أريد المساعدة"
"وهل لديك أجنحة لتحلقي بها ام انك ستخترقين الاجواء بمكوك فضائي اليك عني ودعيني أرحل فحياتي مرتبطة به"
ولا ادري بعد كلا مها هل انطفأت ام رحلت ام سقطت أرضا
عدت ادراجي وأنا أجر أذيال الخيبة والحزن يكفنني
هل سأقضي حياتي دون قمر؟

01‏/06‏/2010

الممنوعات


عندما فتحت خزانة الماضي لم استطع اغلاقها فهونت على نفسي باشراك قرائي بأجمل الاشياء التي تزخر بها ذاكرة اوراقي واليكم هذا الشعر الجميل لأب المصرين الشاعر "أحمد فؤاد نجم"

ممنوع من السفر

ممنوع من الغنا

ممنوع من الكلام

ممنوع من الاشتياق

ممنوع من الاستياء

ممنوع من الابتسام

وكل يوم فى حبك

تزيد الممنوعات

وكل يوم باحبك

اكثر من اللى فات

حبيبتى يا سفينه

متشوقه و سجينه

مخبر فى كل عقده

عسكر فى كل مينا

يمنعنى لو أغير

عليكى أو أطير

بحضنك

أوأنام

فى حجرك الوسيع

وقلبك الربيع

اعود كما الرضيع

بحرقة الفطام

حبيبتى يا مدينه

متزوقه وحزينه

فى كل حاره حسره

وف كل قصر زينه

ممنوع من انى اصبح

بعشقك او ابات

ممنوع من المناقشه

ممنوع من السكات

وكل يوم فى حبك

تزيد الممنوعات

وكل يوم بحبك

اكثر من اللى فات



القاهرة /1976

31‏/05‏/2010

سفينة الامل


وانا استعيد ذكرياتي بين اوراقي القديمة وجدت خاطرة جادت بها قريحتي منذ سنين وتحديدا منذ سنة 1990حيث كنت متشبعة بالحس الانتفاضي وكانت كل موضوعات كتاباتي ملك للقضايا العربية
حطت يدي على ورقة تحمل بين ثناياها معانات تعيشها أرض عربية مغتصبة فنفضت الغبار عنها وفكرت في ادراجها على صفحات المدونة عساها تكون ملاذا للقراء مما يصلنا اليوم من أخبار قاتمة

سفينة الجنوب

خبروني عن سفينتي
بالامس أبحرت
مرت ايام وساعات
ولم تصل
هل طوتها امواج البحر؟
هل توهتها رياحه؟

كان موعدي معهاالامس
انتظرتها في الشروق
وتسائلت في الغروب
وتيقنت في الليل
ان مجيئها محال

اندرفت دمعة على خدي
وبكيت لضياع الامل
كان اسمها الامل
تحمل ركابها نحو الجنوب
نحو البقاع الثائرة

كنت انتظر ابي واخي وامي
لكن البحر لم يمهلهم
استنشاق نسيم الجنوب
من جديد

وبقيت هناك في المرسى
اتشوق لرؤية راية السلام
المعلقة على سفينة الامل
لكن لكن لكن

لكن انتظاري طال
واشتياقي بدأيبرد
واملي تحول الى ألم
وادركت ان وحوش البحر
كانوا حاملين لنجمة سداسية

30‏/05‏/2010

الخوف


نظرت الى السماء فوجدتها مغلفة بالغيوم ،اختفت زرقتها وسط سواد الضباب الكثيف فانتابني احساس بالخوف والهلع وشعرت بدقات قلبي تتسارع فأغمضت عيناي حتى لا ارى هذا المنظر المرعب وكأن الغيوم احتلت السماء وتربعت على عرشها ،انهيت جلستي المعتادة في حديقة المنزل ودخلت غرفتي واغلقت بابها باحكام وكأنني اخشى اقتحام الغيوم لمأمني احتضنت دميتي وانهمرت الدموع من عيوني وكأنها أنهار متدفقة
لكن لما البكاء؟ كيف تحررت هذه الدموع من قيدها ؟وكيف انهيت يومي بولادة حزن قاتل بداخلي لما الحزن؟وما سببه؟ اهو حزن ام شيء اخر؟
ما أشعر به ليس حزنا بل هو خوف ،خوف ليس من الغيوم بل خوف من الوحدة ،أخاف ان أعود كما كنت ضعيفة ،ضائعة،منساقة وراء هموم الدنيا ،أخاف ان أفقد نفسي مرة اخرى أن اواريها الثرى وهي حية ان احكم عليها بالاعدام وهي لم تقترف جنحة
أخاف ان أفقد ايماني بنفسي بعد ان امن من حولي بي،اخاف ان يضيع مني سراجي وأتوه وسط ظلام الضياع والبؤس،أخاف ان يغيب عني ملهمي وأفقد الابداع
أخاف أن أهدم قبل ان أتأسس ان احزن قبل ان افرح ان ابكي قبل ان اضحك ان اموت قبل ان احيا ان افقد قلبي قبل ان ينبض
أخاف من ان يرحل عني الأمان وأضيع في غابة الوحوش
فهل سيستجيب الخالق لدعائي ويبعد عني وحش الخوف ويترك الطريق امامي منورة بسراجي المضيئ

29‏/05‏/2010

ريتا


بين ريتا وعيوني ... بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية

... وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها ... بندقية

اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
!قبل هذي البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني ... بندقية

16‏/05‏/2010

عهد ووعد



صعب على الانسان ان يعيش مع عقدة خيانة العهد وعدم الحرص على الوعد
منذ سنين عاهدت والدي رحمه الله ان اشد حبل وصال اخوتي ووعدته ان اظل وفية لوعدي ما حييت لكن هيهات هيهات فالحياة تجرفك بعيدا وظروف العيش تنسيك وعودك وعهودك تتقاذفك مشاكل الحياة اليومية من جهة الى اخرى وكأنك كرة تنس
احسست بمرارة نقض العهد عندما سئلت عن اخبارهم ولم استطع الاجابة لانني لا اعلم عنهم اي شيء فاضطررت للكذب هروبا من اللوم
لكن عندما اختليت بنفسي استصغرتها وحاسبتها على قطعها صلة امر الله عز وجل وصالها
احداث القصة في مجملها ليست مهمة بقدر النهاية هذه الاخيرة التي سردتها متمنية ان تأخذوها عبرة وتنتزعوا منها درسا مجانيا
الاخوة علاقة دم وقرابة لا تباع ولا تشترى فحافظوا عليها ولا تتركوا شبح النزاعات ووهم الخصامات تحرمكم من هذه النعمة
سأختم متمنية ان يأخذ كل من يقرأ مدونة الحياتنورهذه الليلة هاتفه ويسأل عن اخيه أو اخته وتذكروا معي المرأة التي خيرت بين زوجها وابنها واخيها فكان جوابها"الزوج موجود،والابن مولود،والاخ مفقود"

09‏/05‏/2010

القرار





إني عشقتك و اتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطة في الحب تعلو سلطتي
فالرأي رأي و الخيار خياري
هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوك
بين البحر و البحار
أنا النساء جعلتهن خواتم بأصابعي
وكواكب بمداري
إني احبك دون أي تحفظ
و أعيش فيك ولادتي و دمارِ
إن كان عندي ما أقوله
سأقوله للواحد القهارِ...
ماذا أخاف ومن أخاف أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
سافرت من بحر النساء ولم أزل
من يومها مقطوعة أخباري
أنا جيد جداً إذا أحببتني
فتعلمي أن تفهمي أطواري
ما عاد ينفعك البكاء والأسى
فلقد اتخذت قراري

08‏/05‏/2010

الحب الميت



خرج من منزله مسرعا وامتطى صهوة أحصنته القابعة في قلب سيارته لتحمله بأقصى سرعة الى المكان الذي اعتاد ان يختلي فيه بنفسه وهو في طريقه الى هناك فتح نافذة سيارته ليستنشق هواء نقيا।
عند وصوله الى هناك القى بجسده المثقل بالهموم على اقرب صخرة تداعبها امواج البحر واغلق عينيه وبدأ يفكر فيما حدث وكيف ساءت الامور الى هذا الحد دون ان يشعر بذلك؟
ارسل تنهيدة عميقة وهو يتذكر اول لقاء
كيف اسره الاعجاب فلم يعد يفكر سوى بالتقرب منها والتعرف عليها
التقى بها في حفلة للتخرج كانت بسيطة المظهر هادئة الجمال يكسوها الخجل ويعقلها التردد فهي لم تستطع ان تلامس يده عندما اندفع نحوها وقدم لها نفسه بكل ثقة لكن المسكين لم يحظى لا باسمها ولا حتى بنظرة منها مازاده تشبتا واعجابا بها فأوكل مهمة التعارف الى اخته زينب التي تدرس واياها في نفس المدرسة
تلاحق شريط الذكريات امام عينيه فتارة تعلو البسمة وجهه وتارة اخرى ينتفض من مكانه من شدة الغضب واخيرا قرر العودة لانه اقتنع ان الهروب ليس هو الحل بل المواجهة فهو يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية بل كل المسؤولية
فلم يكن زواجه منها بداية بل كان نهاية وكأنه اشترى اريكة لطالما تخيل منظرها في قلب "صالونه "الاوربي لم يعتبرها يوما نصفه الثاني ولم يشركها لا في احلامه ولا اماله ولم يكن لها دور في مخططاته فقد كان مقتنعا ان لا مكان للحب في العلاقة الزوجية
ادرك اخيرا انه كان انانيا في تصرفاته معها لا يكترث برأيها ولا بما يروقها وكأنه تزوجها لتدبر منزله وتنجب اطفاله بل حتى علاقته الحميمية معها تشهد على انانيته وملاحمه الذكورية الخالية من السكون والحنان والاعتراف بالحب
الحب نعم هو يحبها ولا يتخيل الحياة دونها لكنه يحبها بطريقته كما يحلو له وكما يشتهي
لقد كانت راضية بعيشتها لم تلفت انتباهه الى سوء معاملته لها بل كانت دائمة الابتسامة لا تتدمر من شيء كل اعباء المنزل ملقاة على عاتقها وهي راضية
"ما الذي تغير حتى تنتفض اليوم وتقف امامي غير مبالية بغضبي ما الذي غير طبعها لتصرخ وتتوعد وتهدد "بدأ يكلم نفسه وكأنه وصل الى الحقيقة
"يجب ان اسرع لأقنعها بالبقاء لأجدد لها حبي واطلب منها مساعدتي على التغيير"
صرخ بأعلى صوته ''احبك فانت حلم حياتي"كررها مرات عدة وكأنه يتدرب على دور مسرحي
لم ينتبه الى الاشارة الحمراء المضيئة امامه بل ضغط على دواسة البنزين ليزيد السرعة ويلحق بحبيبته لكن العمر نفذ ولم يمهله القدر ان يعتذر من حبيبته لان شاحنة صدمت سيارته والقت بها من اعلى الجبل