غريبة هي الدنيا والأغرب منها الكائن الذي يحيا فيها هذا الأخير الذي كان قدره أن يهبط من علي الى أسفل ليتخبط بين دروبها ويستكشف طريقه فيها
لكن المسكين يتخبط وكأنه في حقل ألغام لا يعرف متى سينسف الا من رحم ربي وأنار بصيرته بالأيمان وألهمه الطريق المستقيم ليصل الى بر الأماناشكالية كبيرة تطرح أمامي كلما فكرت في حال هذا العبد الضعيف من الظالم يا ترى الدنيا أم الأنسان ؟ما يجعلني أقف دون جواب أمام هذا الاشكال ما أل اليه حالنا نحن بني البشر وخلال هذه السلسلة التي أتمنى أن تحظى باهتمامكم وتدفعكم للادلاء بأرائكم لنغني هذا الحقل المعرفي البسيط سنحاول أن نستشف الحقيقة ونستخلص النتيجة
وأول موضوع تبادر الى ذهني والذي أصنفه في المراتب الأولى هو موضوع العلاقات الأنسانية وأهمية هذا الموضوع مستمدة من حقيقة علمية محضة هي:أن الأنسان اجتماعي بطبعه فهو لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن أخيه الأنسان وهذه العلاقة في أصلها كانت مبنية على مبادئ سامية وقيمة كالأخلاص،الوفاء،الصدق،الأمانة،الحب،التعاون،التسامح،البر،الرحمة،المودة،الوقار،الأحترام،العدل والحنان
كل هذه المبادئ وغيرها كانت هي الأرضية التي تبنى عليها العلاقات البشرية عموما هذا لا يعني أن الأنسان كان يعيش المثالية لكن الخلل في علاقته كان شاذا لأن وجوب تواجد هذا الأخير ضروري لتحيا الأضداد:كالغدر،الكذب،الكره،الأنانية،العقوق،الظلم،التجبر،.....
وأهمية موضوع العلاقات الأنسانية مستمدة من التغيير الجذري الذي طرأ عليه حيث أصبح الشاذ قاعدة والقاعدة شذوذا،هذه هي الحقيقة للأسف وهذه العلاقات البشرية تضم كل أصناف العلاقات مثل:علاقة الوالدين بالأبناء،علاقة الأبناء بالوالدين،علاقة الزوج بزوجته وعلاقة الزوجة بزوجها علاقة الأنسان بأخوانه بأقربائه .....
كل هذه العلاقات وغيرها تشققت أرضيتها واهتزت معالمها
أعلم جيدا أن الموضوع بحر لا قرار وأن الخوض فيه يستوجب الحذر والتسلح بالصبر والعقلانية لكن ما يطمئنني هو رصيدي المتنوع من التجارب ومعاناتي المريرة في حياتي مع أخي الانسان
وأضرب لكم أحبائي القراء موعدا لنخوض معا غمار التبحر في هذا الموضوع الأنساني حتى النخاع والى حين ألقاكم في أول حلقة أتمنى لكم معاشرة انسانية طيبة
هناك تعليق واحد:
بات العالم شيئا مقززا تشمئز منه النفوس..
لا وجود للعلاقات الحقيقية..
لاوجود للمبادئ..
يا ليتني جئت في زمن آخر..
أعيش صدق المبادئ وصدق المشاعر..
أين نحن من الصدق والأمانة والوفاء والحب..
هذه المشاعر وغيرها..
لاأقول أنها اختفت لكن قلت.. بل بدأت تنقرض..
فمن منا وجد اليوم أيا من هذه المشاعر أو المبادئ فليمسك بها حق الامساك وليتشبت بها بكل جوارحه.. لأنها هي الكنز الحقيقي الموجود..
إرسال تعليق