شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

29‏/03‏/2010

الوهم


جلست تنتظر قدومه على حافة البحر الذي تلاطمت امواجه عند قدميها النحيلتين نظرت الى ساعتها التي لم تجاملها واعترفت لها ان ساعة قد ولت على موعدها تقلبت على جنبيها وكأنها تطرد الخيبة من أحشائها أرسلت نظراتها الى أفق البحر تستمد منه الامل لكن الظلمة الحالكة سبقتها وكست سطح البحر فلم يعد يظهر سوى بياض زبد امواجه التي اشتد غضبها وكأنها تنهرها وتأمرها بالرحيل
لم ترتعب من سواد البحر لأنه كان دائما ملاذها وقت الشدة واكتفت بضم رجليها الى صدرها لتستدفأ بهما لم تكن رجفتها نابعة من احساسها بالبرد بل كان سببها الحزن المهيمن على قلبها
فحبيبها لم يأتي انتفضت من مكانها وهاتفها يرن أسرعت في الاجابة والابتسامة تعلو محياها لكن الكلام لم يحمل سوى:"أنا اسف انتهت علاقتنا لا استطيع الاستمرار"
تجمدت حركاتها وظل الهاتف ملتصقا بأذنها رغم ان المكالمة انقطعت
مر وقت طويل وهي على حالها وبعد برهة رمت الهاتف لتطويه امواج البحر كما طوتها امواج الفراق دون انذار
أبهذه السهولة يضع نقطة النهاية وكأنه البطل الوحيد لقصة حبنا،حبنا ؟هل ما كان بيننا ينتمي الى دائرة الحب؟ هل ما كان بيننا كان حبا؟هل انا غبية الى هذه الدرجة؟
اسئلة كثيرة تزاحمت في خاطرها وهي تهم بالرحيل لكنها توقفت ونظرت الى امواج البحر التي تتلاحق ورائها ودون ان تتردد للحظة واحدة ألقت بنفسها بين أحضان اليم الذي لن يكون أغدر ممن أسكنته فؤادها ووهبته حياتها وسلمت له نفسها وظنت انه شمس عمرها

24‏/03‏/2010

بين مطرقة المعيشة وسنديان الراتب


يسألونك عن العيش الكريم كيف يتحقق مع رتابة الراتب المرتب الرتيب

فهو يمشي مشية الغيلم ،يتعثر من حجر وينكمش أمام قط،يميل يمنة ويسرة لايتقدم ابدا
ضعفه وهزاله يصنفني في خانة المعوزين،فلم تعد لي القدرة على التعالي ولا تسلق الأعالي،فقبعت في مكاني وأخفيت هويتي وخبأت زادي وانطوأت على نفسي ووأدت احلامي وقننت امالي ونهرت رغباتي،وجمدت كمالياتي واكتفيت بضرورياتي
فانكرت ذاتي وتناسيت انسانيتي،وقصصت اجنحتي وحذفت التمني من معجمي وبت أحيا عندما أقبض وأموت عندما ينفد راتبي
فأطفأ روحي،واسكت دقات قلبي،واسجن ابتسامتي،واقمع حاجاتي،واسقط ملذاتي،واقتل رغباتي
واجلس أترقب،اخشى مرضا واهاب حاجة فاستبدل كلامي بدعاء الستر والفرج حتى يطل علي بطلته البهية فأحتضنه واحضنه لكنه يأبى ان يبقى في بياتي بل ينزلق من جيب سروالي المهترئ برحلات وريقاته واحدة تلو الاخرى
يكره سجني ويكره بياتي ولا يستأنس بي سوى ليال معدودات فأقحم يدي داخل جيوبي أتحسسه وأربت عليه فألقى فراغا قاتلا
في اي زمان نعيش الشخص عبد راتبه كل شيء مرتبط بقيمته :مكانتك الاجتماعية،صحتك،ابتسامتك،صحتك النفسية،راحة بالك......
القناعة كنز لا يفنى
حكمة ضاع اثرها في زماننا الحالي لواقتنعت انت هل تقتنع التزاماتك؟مسؤولياتك؟
فأين الملاذ للعيش الكريم؟؟؟؟؟

22‏/03‏/2010

صباحك سكر


صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
مبتسما ابتسامته الماكرة

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ناويا قهري وتعذيبي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليتلذذ بضعفي ويسمو بالامي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليقتل اناتي ويعدم كبريائي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليزهو برجولته ويتوج فحولته

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليتجبر ويأمر،ليتسلط وينهر

صباحك سكر
يا من استيقظ من نومه
ليهزأ ويسخر،ليصهل ويزأر

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليلمع طوق اسري،ويوقع صك عبوديتي

صباحك سكر
يا من استيقظ من نومه
لينظاهر ضد انوتتي،ويدعو لتخصيصي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليستحم بدموعي،وينتشي بتنهداتي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليسحب ظلي،ويهضم حقوقي

صباحك سكر
يامن استيقظ من نومه
ليذكرني بانتمائي،ويؤكد شرقيتي

11‏/03‏/2010

راحلة

بعد اسبوعين من الغياب، عاد ليملأ مكانه .هادئا ساكنا ،دعوته للعب مع رفاقه فلم

يستجب ،بل اختار البقاء وحيدا مطأطأ الرأس حزين المحيا

اقلقتني حالته ،فقد كان منبعا لنشاط والحيوية ،الابتسامة لا تفارق وجهه

اتخذت مكانا بجانبه، اسأله عن سبب غيابه فتلألأت عيناه ،وانساب الدمع من مقلتيه

ليرسم اشكالا على وجنتيه الورديتين .ضممته الى صدري أطمئنه ان لا ضرر من غيابه.

رفع رأسه وحدق بعنيه الدامعتين واطلق سراح صوته الخافت ليقول :"معلمتي،ماما

غادرت ولم تعد، وقد اشتقت اليها كثيرا .أبي يقول ان امي رحلت الى السماء وددت لو

اخذتني معها لانها لا تستطيع العودة،من فضلك معلمتي أريد ان أراها، هل يمكن للطائرة

ان تأخذني اليها ؟ارجوك معلمتي اريدها ان تعود، كي تهيء طعامي وترتب ملابسي

كي تقبلني على خدي كما اعتادت دائما ، كي تحكي لي حكاية قبل النوم

اريد ان اشم نفسها واتعطر برائحتها واستشعر لمستها و استدفئ بحنانها

انا فعلا احتاجها ساعديني معلمتي على استرجاعها من فضلك اخبريها ان أحمد طفل

مهذب ولطيف لم يعد مشاكسا ولا مشاغبا

سأنجز فروضي واحفظ دروسي سأكون الطفل المؤدب الذي طالما ارادت ارجوك معلمتي"

نظرت اليه ولم استطع جوابا غير حضن قوي عساه يهون عليه مصابه


08‏/03‏/2010

الماضي






ـ الماضي زمن ولى بأحداثه الحزينة والمفرحة باماله وأحلامه بكوابيسه وجروحه بنعيمه وشقائه بعلته وصحته

ـ الماضي غاب واندثر أصبح ذكرى حكايات تروى وقصص تحكى وسطور على اوراق وجروح على القلوب محفورة وأفراح تزهر الذاكرة


ـ الماضي حلم ضاع وامل لم يتحقق وسراب رأيته ولم تلمسه ،حقيقة ادركتها بعد فوات الأوان

ـ الماضي أساس الحاضر ولبنة المستقبل

ـ الماضي حياة بحلوه ومره

ـ الماضي هو انت وانت هو الماضي

ـ قل لي ماضيك اقول لك من انت

ـ الماضي نعيما ان كان جميلا وشقاء ان كان قبيحا

ـ الماضي مكانه الذاكرة والقلب

ـ الماضي سجين الذكريات

ـ الماضي يصنعك ولا تصنعه

ـ الماضي يبقى وأنت تموت وتفنى

ـ الماضي هو حاضرك ومستقبلك

ـ عش حاضرك على انه سيكون ماضيك بعد حين

ـ لا تقل ان الماضي ولى فالماضي قابع فيك لا يرحل

ـ الماضي نشوة تغمر حياتك

ـ الماضي لذة لا تعرف تذوقها في حينها

ـ الماضي رياحه عاتية ونسيمه عليل

ـ الماضي نزيف لا يتوقف

ـ الماضي نعمة ونقمة

ـ الماضي أساس الحياة

ـ الماضي خريطة حياتك

ـ الماضي حنين تحسه في حاضرك ومستقبلك

ـ الماضي وردة تتفتح في حاضرك وتزهر في مستقبلك

ـ الماضي قد يكون ملاكا او شيطان

ـ الماضي شموخ واذلال

ـ الماضي شوق يتقد في الحاضر

ـ الماضي يذكر ولا يبصر

ـ الماضي عطر الذاكرة

الماضي موت اوحياة





06‏/03‏/2010

الطفولة الدائمة





مراحل عمر الأنسان صنفت من الدارسين والباحثين والأطباء الى مراحل متعددة ابرزها :"الطفولة،الشباب،الكهولة والشيخوخة"
لكن يبقى السؤال الذي يدور في خلدي ولا أظنه شخصيا بل قد يراود كل شخص يمعن النظر في حياته وتصرفاته ويمنح لنفسه فسحة التفحص والتمعن

هل تموت الطفولة بانتهاء السنين المحددةلها؟
هل ينتهي الشباب بانتهاء عمره المفترض؟

سأجيب عن هذه الأسئلة من وجهة نظر شخصية :
مراحل عمر الانسان ربطت بجسم الانسان والتحولات الهرمونية،والانقسامات الخلوية الخ... اي عمر جسد الانسان

لكن تبقى الحقيقة المطروحة ان الانسان ليس جسدا فقط لان هذا الاخير ليس الا وعاء يحمل روحا ،نفسا لا عمر لها بل هي كتلة متجانسة للمراحل العمرية بأكملها
لذلك فان كنا صادقين مع أنفسنا سنشتعر فينا الطفل في شبابنا وكهولتنا
ونستشعر فينا الشاب في شيخوختنا
ولهذا فمن الخطأ والظلم في حق انفسنا أن نقتل فينا الطفل ونقمع فينا الشاب ونختبئ وراء شعارات لطالما قيدتنا ك:"على الأنسان أن يعيش عمره"
"لا تتصرف كالأطفال"
"انت في سن لا يسمح لك بفعل هذا"
"احترم سنك"
والائحة طويلة وللأسف كل ما زاد عن حده انقلب لضده فكثرت الامراض النفسية وانتشر الاكتئاب بسبب الشرخ الذي يحدث في اعماق الانسان بين ما يجب ان يفعل وما يحب فعله
ولتجنب هذا الاشكال يجب علينا عقد جلسة مصالحة مع انفسنا نتعرف عليها اولا ثم نحاول ان نتعرف على ميولاتها ورغباتها لنحتفظ بأبرز سمات مراحلنا النفسية


03‏/03‏/2010

حليم الاخيرة






كان حمدي طفلا وديعا محبوبا عند الجميع مطيعا يحترم معلميه كثيرا ما يلح على أبيه في حاجته لأخت أو أخ يؤنسان وحدته وغالبا ما يكون رد حليم ان الأمر يتعلق بجميلة أما هو فلا مانع لديه
مرت الأيام هانئة دافئة استأنست فيها جميلة بدور الزوجة والأم فأبدعت وأخلصت وظل حليم زوجا طيبا وأبا حنونا يخصص جل وقته للعب مع ابنه وكأنهما رفيقان من نفس العمر
في يوم صيف حار وبينما كان حمدي يمتطي ظهر أبيه شعر هذا الأخير بألم فظيع يشق أضلاعه ويمزق أحشائه حاول أن يكبح جماح الألم لكنه انقهر وسقط مغشيا عليه هرولت اليه جميلة محاولة انعاشه دون جدوى فهاتفت الاسعاف التي نقلته الى المشفى حيث تلقى حليم علاجه وحيث تلقت جميلة صفعة عمرها عندما أفصح لها الطبيب بأن الاغماء كان ناتجا عن أزمة قلبية حادة نجا منها بقدرة الله سبحانه وتعالى
لزم حليم المشفى شهرا كاملا استرجع خلاله شيئا من بريق عينيه ونضارة وجهه لكنه عندما عاد الى البيت لم يعد حليم النشيط الحركي بل عاد رجلا شاخ قبل الأوان وكأن الشهر أضاف لعمره عشرين سنة كل ملذات الحياة أصبحت محضورة عليه فاضطر للتقاعد قبل الأوان فكانت له ضربة قاضية حولته الى كهل ذابل مع كل يوم تخمد شعلة ابتسامته قيده الضعف والهون ونهش الهزال جسده الرقيق فأصبح أقرب الى هيكل عظمي
أصبحت جميلة لا تفارقه تعتني به اكثر من اعتنائها بحمدي لم تتعب لم تشتك بل دائما يراها في أبهى حلة مبتسمة راضية بحكم الله وقدره
توالت الشهور وانقضت السنة الأولى بطيئة حزينة واستقبلت جميلة سنة اخرى وهي كلها امل والم وهي ترى حبيبها فريسة للعلة تنهشه دون رحمة وتغزو جسده المهترء بتنوع الأمراض من ضغط دموي وسكري والائحة طويلة
كان المسكين يحاول دائما تقمص دور القوي المثابر يلبس أمام حبيبته قناع الصبر والتحدي حتى لا يقهرها بضعفه
في عيد ميلاد زواجهما السابع استيقظت جميلة وهي تدب بالنشاط وجنتاها متوردتان كزهرة الاقحوان اعتذرت عن العمل واصطحبت حمدي عند امها وفي نيتها قضاء اليوم بطوله منفردة بنصفها الثاني تسترجع معه ذكريات حبهما
عادت بسرعة الى المنزل دخلت الى المطبخ بهدوء حتى لا تقلق راحة حبيبها بخفة هيأت له الفطور وحملته اليه وهي تخفي هديتها وضعت الطعام جانبا وجلست على حافة السرير وقبلته على جبينه كما اعتادت لكنه لم يفتح عينيه فمررت أناملها بين خصلات شعره الكثيف لكنه لم يستجب نادته "حليم ,حليم" أخذت كفه بين يديها وشدت عليه بقوة وهي تصرخ:"حليم حليم حليم"
أسرعت الى الهاتف وهاتفت الطبيب الذي لبى ندائها على وجه السرعة دخل الطبيب الغرفة وكأنه يقتحمها ومثلما دخل مسرعا غادرها مسرعا وهو ينعيها زوجها
مات حليم جملة تثاقلت شفتي جميلة على ترديدها :"ليس اليوم يا عمري ليس اليوم..."
انقضى عمر حليم وانقضت قصة حبه لجميلة كان كحلم جميل في حياتها سرعان ما استيقظت منه بسرعة لكنه ظل محفورا في قلبها عاشت على ذكراه وفية لعهده عاشت الماضي في الحاضر فكان حمدي هو النافذة التي ترى من خلالها ماضيها