يستجب ،بل اختار البقاء وحيدا مطأطأ الرأس حزين المحيا
اقلقتني حالته ،فقد كان منبعا لنشاط والحيوية ،الابتسامة لا تفارق وجهه
اتخذت مكانا بجانبه، اسأله عن سبب غيابه فتلألأت عيناه ،وانساب الدمع من مقلتيه
ليرسم اشكالا على وجنتيه الورديتين .ضممته الى صدري أطمئنه ان لا ضرر من غيابه.
رفع رأسه وحدق بعنيه الدامعتين واطلق سراح صوته الخافت ليقول :"معلمتي،ماما
غادرت ولم تعد، وقد اشتقت اليها كثيرا .أبي يقول ان امي رحلت الى السماء وددت لو
اخذتني معها لانها لا تستطيع العودة،من فضلك معلمتي أريد ان أراها، هل يمكن للطائرة
ان تأخذني اليها ؟ارجوك معلمتي اريدها ان تعود، كي تهيء طعامي وترتب ملابسي
كي تقبلني على خدي كما اعتادت دائما ، كي تحكي لي حكاية قبل النوم
اريد ان اشم نفسها واتعطر برائحتها واستشعر لمستها و استدفئ بحنانها
انا فعلا احتاجها ساعديني معلمتي على استرجاعها من فضلك اخبريها ان أحمد طفل
مهذب ولطيف لم يعد مشاكسا ولا مشاغبا
سأنجز فروضي واحفظ دروسي سأكون الطفل المؤدب الذي طالما ارادت ارجوك معلمتي"
نظرت اليه ولم استطع جوابا غير حضن قوي عساه يهون عليه مصابه
هناك تعليق واحد:
للأسف أننا لا نشعر بقيمة من حولنا إلا بعد فوات الأوان.. بعد رحيلهم.. بعد موتهم..
آنذاك، نستشعر قيمتهم ونبكي فراقهم... نبكي بحرقة.. لكن ما الفائدة؟؟
إرسال تعليق