شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

31‏/05‏/2010

سفينة الامل


وانا استعيد ذكرياتي بين اوراقي القديمة وجدت خاطرة جادت بها قريحتي منذ سنين وتحديدا منذ سنة 1990حيث كنت متشبعة بالحس الانتفاضي وكانت كل موضوعات كتاباتي ملك للقضايا العربية
حطت يدي على ورقة تحمل بين ثناياها معانات تعيشها أرض عربية مغتصبة فنفضت الغبار عنها وفكرت في ادراجها على صفحات المدونة عساها تكون ملاذا للقراء مما يصلنا اليوم من أخبار قاتمة

سفينة الجنوب

خبروني عن سفينتي
بالامس أبحرت
مرت ايام وساعات
ولم تصل
هل طوتها امواج البحر؟
هل توهتها رياحه؟

كان موعدي معهاالامس
انتظرتها في الشروق
وتسائلت في الغروب
وتيقنت في الليل
ان مجيئها محال

اندرفت دمعة على خدي
وبكيت لضياع الامل
كان اسمها الامل
تحمل ركابها نحو الجنوب
نحو البقاع الثائرة

كنت انتظر ابي واخي وامي
لكن البحر لم يمهلهم
استنشاق نسيم الجنوب
من جديد

وبقيت هناك في المرسى
اتشوق لرؤية راية السلام
المعلقة على سفينة الامل
لكن لكن لكن

لكن انتظاري طال
واشتياقي بدأيبرد
واملي تحول الى ألم
وادركت ان وحوش البحر
كانوا حاملين لنجمة سداسية

30‏/05‏/2010

الخوف


نظرت الى السماء فوجدتها مغلفة بالغيوم ،اختفت زرقتها وسط سواد الضباب الكثيف فانتابني احساس بالخوف والهلع وشعرت بدقات قلبي تتسارع فأغمضت عيناي حتى لا ارى هذا المنظر المرعب وكأن الغيوم احتلت السماء وتربعت على عرشها ،انهيت جلستي المعتادة في حديقة المنزل ودخلت غرفتي واغلقت بابها باحكام وكأنني اخشى اقتحام الغيوم لمأمني احتضنت دميتي وانهمرت الدموع من عيوني وكأنها أنهار متدفقة
لكن لما البكاء؟ كيف تحررت هذه الدموع من قيدها ؟وكيف انهيت يومي بولادة حزن قاتل بداخلي لما الحزن؟وما سببه؟ اهو حزن ام شيء اخر؟
ما أشعر به ليس حزنا بل هو خوف ،خوف ليس من الغيوم بل خوف من الوحدة ،أخاف ان أعود كما كنت ضعيفة ،ضائعة،منساقة وراء هموم الدنيا ،أخاف ان أفقد نفسي مرة اخرى أن اواريها الثرى وهي حية ان احكم عليها بالاعدام وهي لم تقترف جنحة
أخاف ان أفقد ايماني بنفسي بعد ان امن من حولي بي،اخاف ان يضيع مني سراجي وأتوه وسط ظلام الضياع والبؤس،أخاف ان يغيب عني ملهمي وأفقد الابداع
أخاف أن أهدم قبل ان أتأسس ان احزن قبل ان افرح ان ابكي قبل ان اضحك ان اموت قبل ان احيا ان افقد قلبي قبل ان ينبض
أخاف من ان يرحل عني الأمان وأضيع في غابة الوحوش
فهل سيستجيب الخالق لدعائي ويبعد عني وحش الخوف ويترك الطريق امامي منورة بسراجي المضيئ

29‏/05‏/2010

ريتا


بين ريتا وعيوني ... بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية

... وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت
بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ... ريتا
بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها ... بندقية

اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
!قبل هذي البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني ... بندقية

16‏/05‏/2010

عهد ووعد



صعب على الانسان ان يعيش مع عقدة خيانة العهد وعدم الحرص على الوعد
منذ سنين عاهدت والدي رحمه الله ان اشد حبل وصال اخوتي ووعدته ان اظل وفية لوعدي ما حييت لكن هيهات هيهات فالحياة تجرفك بعيدا وظروف العيش تنسيك وعودك وعهودك تتقاذفك مشاكل الحياة اليومية من جهة الى اخرى وكأنك كرة تنس
احسست بمرارة نقض العهد عندما سئلت عن اخبارهم ولم استطع الاجابة لانني لا اعلم عنهم اي شيء فاضطررت للكذب هروبا من اللوم
لكن عندما اختليت بنفسي استصغرتها وحاسبتها على قطعها صلة امر الله عز وجل وصالها
احداث القصة في مجملها ليست مهمة بقدر النهاية هذه الاخيرة التي سردتها متمنية ان تأخذوها عبرة وتنتزعوا منها درسا مجانيا
الاخوة علاقة دم وقرابة لا تباع ولا تشترى فحافظوا عليها ولا تتركوا شبح النزاعات ووهم الخصامات تحرمكم من هذه النعمة
سأختم متمنية ان يأخذ كل من يقرأ مدونة الحياتنورهذه الليلة هاتفه ويسأل عن اخيه أو اخته وتذكروا معي المرأة التي خيرت بين زوجها وابنها واخيها فكان جوابها"الزوج موجود،والابن مولود،والاخ مفقود"

09‏/05‏/2010

القرار





إني عشقتك و اتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطة في الحب تعلو سلطتي
فالرأي رأي و الخيار خياري
هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوك
بين البحر و البحار
أنا النساء جعلتهن خواتم بأصابعي
وكواكب بمداري
إني احبك دون أي تحفظ
و أعيش فيك ولادتي و دمارِ
إن كان عندي ما أقوله
سأقوله للواحد القهارِ...
ماذا أخاف ومن أخاف أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
سافرت من بحر النساء ولم أزل
من يومها مقطوعة أخباري
أنا جيد جداً إذا أحببتني
فتعلمي أن تفهمي أطواري
ما عاد ينفعك البكاء والأسى
فلقد اتخذت قراري

08‏/05‏/2010

الحب الميت



خرج من منزله مسرعا وامتطى صهوة أحصنته القابعة في قلب سيارته لتحمله بأقصى سرعة الى المكان الذي اعتاد ان يختلي فيه بنفسه وهو في طريقه الى هناك فتح نافذة سيارته ليستنشق هواء نقيا।
عند وصوله الى هناك القى بجسده المثقل بالهموم على اقرب صخرة تداعبها امواج البحر واغلق عينيه وبدأ يفكر فيما حدث وكيف ساءت الامور الى هذا الحد دون ان يشعر بذلك؟
ارسل تنهيدة عميقة وهو يتذكر اول لقاء
كيف اسره الاعجاب فلم يعد يفكر سوى بالتقرب منها والتعرف عليها
التقى بها في حفلة للتخرج كانت بسيطة المظهر هادئة الجمال يكسوها الخجل ويعقلها التردد فهي لم تستطع ان تلامس يده عندما اندفع نحوها وقدم لها نفسه بكل ثقة لكن المسكين لم يحظى لا باسمها ولا حتى بنظرة منها مازاده تشبتا واعجابا بها فأوكل مهمة التعارف الى اخته زينب التي تدرس واياها في نفس المدرسة
تلاحق شريط الذكريات امام عينيه فتارة تعلو البسمة وجهه وتارة اخرى ينتفض من مكانه من شدة الغضب واخيرا قرر العودة لانه اقتنع ان الهروب ليس هو الحل بل المواجهة فهو يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية بل كل المسؤولية
فلم يكن زواجه منها بداية بل كان نهاية وكأنه اشترى اريكة لطالما تخيل منظرها في قلب "صالونه "الاوربي لم يعتبرها يوما نصفه الثاني ولم يشركها لا في احلامه ولا اماله ولم يكن لها دور في مخططاته فقد كان مقتنعا ان لا مكان للحب في العلاقة الزوجية
ادرك اخيرا انه كان انانيا في تصرفاته معها لا يكترث برأيها ولا بما يروقها وكأنه تزوجها لتدبر منزله وتنجب اطفاله بل حتى علاقته الحميمية معها تشهد على انانيته وملاحمه الذكورية الخالية من السكون والحنان والاعتراف بالحب
الحب نعم هو يحبها ولا يتخيل الحياة دونها لكنه يحبها بطريقته كما يحلو له وكما يشتهي
لقد كانت راضية بعيشتها لم تلفت انتباهه الى سوء معاملته لها بل كانت دائمة الابتسامة لا تتدمر من شيء كل اعباء المنزل ملقاة على عاتقها وهي راضية
"ما الذي تغير حتى تنتفض اليوم وتقف امامي غير مبالية بغضبي ما الذي غير طبعها لتصرخ وتتوعد وتهدد "بدأ يكلم نفسه وكأنه وصل الى الحقيقة
"يجب ان اسرع لأقنعها بالبقاء لأجدد لها حبي واطلب منها مساعدتي على التغيير"
صرخ بأعلى صوته ''احبك فانت حلم حياتي"كررها مرات عدة وكأنه يتدرب على دور مسرحي
لم ينتبه الى الاشارة الحمراء المضيئة امامه بل ضغط على دواسة البنزين ليزيد السرعة ويلحق بحبيبته لكن العمر نفذ ولم يمهله القدر ان يعتذر من حبيبته لان شاحنة صدمت سيارته والقت بها من اعلى الجبل