وما نيل المطالب بالتمني ...ولكن تأخذ الدنيا
غلابا
جلست فترة من الزمن مكومة على نفسي
منساقة وراء المجهول
أعيش كما يعيش المغفلون
أبات وأصبح وأجوع وأكل
حول عنقي التف طوق اسحب منه كلما
تخادلت عن الطاعة
بل كلما حاولت أن أفكر في نفسي
وفجأة رفعت يدي الى عنقي أتحسس الطوق الذي خنقني
عساني أزحزحه من مكانه لأتنفس
مررت يدي على عنقي فلم أجد شيئا
عاودت الكرة مرات عدة فقمت من مكاني
وأضأت شمعتي ونظرت الى مراتي فلم أجد شيئا
أمعنت النظر فانفجرت أساريري
وهتفت في صمت طليقة أنا؟ حرة أنا؟
ركضت دون هدف وتركت ساقاي تسابقان الريح
أجري دون هدف وكأنني فرس جامح انطلق الى البراري،
لم أشعر بالتعب لكني توقفت ونظرت الى النجوم
فلم أجدها شاحبة كما اعتدتها وأحسست بلمسة برد تلاعب خصلات شعري
فشعرت بالدفء
عدت الى نفسي فوجدتها غير نفسي
كل شيئ تغير رغم أن لا شيئ تغير
ضحكت من نفسي وقلت لها أهلا بعودتك يا حلوتي يا معذبتي
رغم أن الجسد الذي تسكنه نفسي تغير
شعرت بالوحشة وأزحت نظري عنه فداعبتني نفسي
وهمست لي انه العمر لقد طال سباتك يا توأمي فلا تستغربي
عدت الى أين ؟
عدت لما؟
عدت لمن؟
أسئلة كثيرة تبارزت بداخلي
لكني لم أهتم فالمهم عندي عودتي
فأعلنت الثورة وحملت السلاح وتأهبت للحرب
عساني أفلح في النصر
لأن نفسي تستحق أن أكرمها واعيد لها اعتبارها
فقررت كأول خطوة للأصلاح أن أرتقي بنفسي الى سلالم العلم
غير أبهة بالعمر أولم يأتي على لسان خير المرسلين
أطلبوا العلم من المهد الى اللحد
ها أنا اليوم أقتل هما شبحا بهم حقيقي
ها أنا اليوم أطرد الواقع الى أرض الخيال
وأعيش الحلم في أرض الواقع
غيرت عقارب الساعة وأعدت الزمن الذي غدرني الى الخلف
ونزعت منه شبابي واستردت الأمل
ها أنا اليوم أقتحم أبواب الكلية من جديد
وأحمل كتبي التي أضعتها وأضمها الى صدري
وكأنها وليدي الذي أرضعه من ثدياي
ها أنا اليوم أجلس على كراسي المدرج
وأنا أرتجف خوفا ورهبة
وكأني فقدت بصري وبصيرتي وسمعي وعقلي
ها أنا اليوم أحقق حلما قتلته بضعفي كفنته باستسلامي
وتكفل واقعي المرير بدفنه
هل سأفهم درسي؟
هل سأستأنس بأصحابي؟
هل سأكون جديرة بثفة المحيطين بي؟
هل سأكون أهلا لرسالة العلم؟
هم أخر امتلكني لكن ليس كل الهم سواء
ومرت السنة سريعة كأنها تتنقل على البراق
فصل وراء فصل ومتعة وراء اخرى
وارهاق يتبعه مرض
وسخط يليه رضى
ومرارة وخوف ورهبة وتحدي
واقتربت النهاية وانتهى الجهد
وتوقف العمل وحانت اللحظة الحاسمة
وحان وقت الحساب
فوقفت على منصة الحكم انتظره واخشاه في نفس الان
وحانت الساعة لكن الحكم لم ينطق بل كتب في لوائح
لم استطع قرائتها لكني استطعت تمييز اسمي
المكتوب في اول قائمة الناجحين
نعم الناجحين كنت اولهم فصرخت بأعلى صوتي
مرحى بالتعب والارهاق اذا كانت نهايته
نجاح
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
تسلم يدك اختي العزيزه
اتمنا ان تسمحيلي بالمرورعلي مدونتك الجميله جدا
دمت من الاوائل
تحياتي
ألف مبروك عزيزتي.. كل ذاك التعب كان يستحق أن يكلل بنجاح.. فهنيئا لك يا حلوتي..
إرسال تعليق