دخلت نوال غرفتها بعد أن غادرت أختها وفتحت درج مكتبها وأخرجت ألبوم صورها فافترشت الأرض وبدأت تتصفح صورها فتارة تبكي وتارة تضحك وأخرى تحضن صورة وكأنها تود لو تولجها داخل قلبها
ظات نوال على حالها وقتا طويلا ولم تدرك أنها قد نامت وهي تسترجع ذكرياتها حتى أيقظها منبه الهاتف فانتفضت مفزوعة وأسرعت في تهيئ نفسها للخروج للعمل لكن صورة أمها المعلقة على الحائط ذكرها بموضوع الأمس فأرسلت تنهيدة عميقة لأن الوقت لم يسعفها لتطيل التفكير في الموضوع وشرعت في نحت ملامح يومها الجديد ،فرسمت على شفتيها ابتسامة دافئة وهي تحيي بواب العمارة ،فتعاقبت الساعات الواحدة تلو الأخرى وانتهت المسرحية وحان الوقت لمغادرة الخشبة والعودة الى أرض الواقع وتعود نوال الى أريكتها الخشبية لتحذف عليها جسمها النحيل ،أحست نوال بفراغ شديد وملئتها رغبة شديدة لسماع صوت امها فرفعت سماعة الهاتف رغم يقينها أن هذه المحاولة هي دون جدوى لكن هاهي أختها تجيب :ـ أهلا بالمتمردة هل قررت أخيرا
ـ من فضلك لا أريد الخوض في ثرثة أريدك فقط أن تعطي السماعة لأمي
ـ ماذا هل فقدت الذاكرة أنت الأخرى أنت ت...
ـ من فضلك قومي بفعل ما طلبت منك
ـ لا داعي للصراخ سأفعل فأنت دائما الأمرة هاهي معك
صمت رهيب حط رحاله لكن نوال سرعان ما تمالكت نفسها وأغمضت عينيها وبدأت حديثها وهي تتمثل وجود أمها
ـ حبيبتي أعرف أني قصرت في حقك ولم أكن نعم البنت خيبت أملك ولم أحقق حلمك وأدرك جيدا أنني أسقطتك من مخططاتي ومن مشاريعي وكنت أنانية دون أن أرغب في ذالك
أدرك جيدا أنك لا تفهمين ما أقول ولا تدركين حتى من أكون لكني أخاطب قلبك الذي حملني بين طياته أخاطب عقلك الباطن الذي مازال ينبض بذكرياتنا
أمي ، ماما كما أحببت دوما أن أناديك لا أستطيع أن أطاوع أختي وأسلمك الى أيادي غريبة فأنت لم تفعليها ونحن صغارا بل ضحيت بمستقبلك المهني من أجل تربيتنا ...
ـ نوال،نوال لقد نامت أمي وأنت تتحدثين
وضعت نوال السماعة دون أن تودع أختها وتاهت وسط أفكارها
تابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق