شعار المدونة

شعار المدونة
شعار القمة الشماء

17‏/02‏/2010

حليم 1


ككل الفتيات كان لها حلم الزواج من شخص تحبه ويحبها تعيش معه قصة حب كالتي كانت تقرأها في قصص "عبير" التي كانت منتشرة بكثرة خلال مراهقتها
كانت فتاة عادية متوسطة الجمال تعيش حياة خيالية ترغب دائما في العزلة والوحدة ور
غم طبعها هذا الا أنها كانت محبوبة من طرف أصدقائها وأسرتها والمحيطين بها
جميلة كانت اسما وروحا صادقت الكتاب واستأنست بالموسيقى الهادفة عاشت حياتها في هدوء وسكينة الى أن شاءت الأقدار أن تلقاه
رجل في العقد الرابع من عمره وسيم الملامح جذابا بكل ما تحمله الكلمة من معنى
أسر فؤادها وامتلك عقلها لم يظهر عليه الأهتمام بها ولا الأكثراث لها
اذا رأته ترتجف أطرافها وتتلاحق أنفاسها
اعتادت أن تذهب الى مكتبة الجامعة زوال كل جمعة لكن منذ أن سكن قلبها أصبحت المكتبة ملاذها بعد كل محاضرة تجلس وبين يديها كتاب مفتوح لا تقرأ منه سوى العنوان أو السطر الأول من الصفحة الأولى وباقي الوقت ترمقه خلسة
كان دائما يرسم على شفتيه ابتسامة ساحرة سلبتها الحكمة والروية فارتسمت ملامح الحب على وجهها وكل من يراها يستشعر حبها له
في صباح يوم ممطر وبينما هي جالسة كعادتها تقرأ كتابا دون أن تقرئه جلس أمامها شخص فرفعت عينيها العسليتين ببطئ شديد فتجمدت نظراتها على الجالس أمامها
كان هو بشحمه ولحمه لم تستطع رد تحيته لكنه لم يكترث بل استدرك قائلا:"ماذا تقرئين؟ّ"
نسيت حينها عنوان الكتاب نسيت أصلا أنها كانت تقرأ بل اكتفت بحصر نظراتها على وجهه الأبيض وعيناه السوداوتين لم تنطق سوى بتنهيدة طويلة سهلت له الطريق لمتابعة حديثه :"ـ أرى أن المكان لا يسمح بالتحدث طويلا لذا أرجو منك قبول دعوتي لشرب العصير في مشربة الجامعة"
كادت أن تأخذه من يديه وتصحبه الى هناك لكن حمدا لله أن عقلها مازال يتمتع ببعض الحكمة فتريثت قليلا وضربت له موعدا في الغد
ودعها وهو يقبض على كفها بقوة ظلت طيلة نهارها هائمة تمشي وكأنها لا تلامس الأرض
وعندما اشرقت شمس الغد المنتظر استيقظت كما نامت على كلمات اغنية ام كلثوم "أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد"

هناك تعليق واحد:

8 يقول...

الحب وما أدراك ما الحب
شعور يحتاجه كل فرد فهنيئا لمن وجد هذا الكنز الثمين وكان من الطرفين..
شعور يسافر بنا إلى ما بعد الأفق، يخرجنا عن عادتنا، يلون حياتنا، يغمر دنيانا..
نعيش به له..
فسبحان الخالق..